برزت نذر فشل تلوح في الأفق في الموسم الزراعي الشتوي بسبب العطش، حيث إن (١٠٪) فقط من المساحة المخصصة للزراعة تم ريها، أما البقية فهي عطشى؛ وذلك بسبب مشاكل إدارية ناتجة عن التقاطعات السياسية، وعلى رأسها القرارات المتتالية للمسؤوليين، وعدم الاستقرار والتعيينات والإعفاءات المتكررة.
ويرى الخبير الاقتصادي، معتز حسن، أن الفراغ الدستوري من جراء غياب الوزراء ومجلس وزراء يتابع، هو العامل الرئيس، حيث إن نجاح الزراعة دائماً ما يكون تبعاً للإرادة السياسية من المسؤولين ووجود خطط مسبقة، علاوة على المتابعة، ويشير حسن إلى أن واقع الحال أثبت أنه لا توجد خطط موضوعة لدعم الموسم الزراعي؛ الأمر الذي يتعثر معه توفير التمويل، ويضيف: “الآن لا يوجد وزير يتابع الموقف ميدانياً لحل مشكلة الري أو التمويل أو أي مشاكل أخرى، ويحمل حسن المسؤولية لرئيس الوزراء في هذا الفشل، من واقع تقاعسه في حسم تعيينات الوزراء.
ويقول حسن إن موجة التعيينات والإقالات المتتالية أسهمت في وجود تراخٍ إداري، بحيث صارت المشاكل متراكمة، وعلى رأسها مشاكل الري، وهي العقبة الأكبر التي تؤشر إلى فشل الموسم الزراعي.
وأطلق مزارعون بمناطق الإنتاج صرخات عن فشل الموسم الشتوي؛ مما يعكس صورة قاتمة للوضع، حيث أكّد عدد منهم وجود مشاكل قد تنذر بفشل كل الموسم الشتوي، على رأسها عدم توفر الجازولين وارتفاع مدخلات الإنتاج والسماد والتمويل والسعر التأشيري للقمح وغيرها علاوة على الري.
وذكر المزارعون أنه في حال عدم تدارك المشاكل مبكراً قد تؤدي إلى فشل الموسم؛ لجهة أنه لا توجد أمطار، كما حدث في الموسم الصيفي، مطالبين بتوفير بدائل للتمويل، وتحديد السعر التركيزي للقمح.
ويرى د. معتز أن فشل موسم القمح يعني تفاقم مشكلة الخبز، مبيناً أنه سلعة إستراتيجية تحتاج إلى تدابير، لا سيما وأن السودان يعاني من مشكلة فجوة في إنتاج الدقيق؛ نسبة لأن المزروع لا يكفي، وبالتالي مطلوب من الحكومة دعم زراعة القمح لتجنب دفع فاتورة استيراده.
صحيفة السوداني