لم يكن نهار أمس الثلاثاء عادياً مثل سائر الأيام، سخونة الأجواء في الخرطوم لم تكن مقصورة على الطقس فقط، بل كان الطقس السياسي والأمني أكثر سخونة. عند أول النهار مارس الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي هوايته المحببة في إطلاق التصريحات المثيرة للجدل؛ التي حوت رسائل ولذعات للشركاء في ضفة المكون المدني، وقبل أن يتوقف صخب التصريحات التي أطلقها حميدتي، كانت الخرطوم على موعد ساخن من الأحداث الأمنية غير المألوفة، بعد انفراد (السوداني) بتفاصيل خبر اشتباكات دموية بين خلية إرهابية تتبع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وضباط الأجهزة الأمنية بالخرطوم، حيث أسفرت تلك الأحداث عن مقتل خمسة من ضباط وجنود جهاز المخابرات العامة وإصابة آخرين.
أصل الحكاية
سرد جهاز الأمن والمخابرات العامة تفاصيل الأحداث الدموية التي شهدتها ضاحية جبرة جنوب الخرطوم، التي أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى جراء الهجوم الذي شنته عناصر (داعش). وقال بيان من مكتب إعلام المخابرات العامة إنهم حصلوا على معلومات عن خلية تتبع لداعش الإرهابية، ونهار أمس الثلاثاء قاموا بمداهمة مقار الخلية عبر عملية أمنية للقبض على هذه المجموعة بأحياء جبرة مربعي (18) و(14)، والأزهري مربع (14)، وأن قوة من المخابرات العامة قامت بتنفيذ المداهمة لكل المواقع التي يختبئ فيها الإرهابيون، وأسفرت العملية في القبض على عدد (11) من الإرهابيين الأجانب من جنسيات مختلفة، حيث قامت المجموعة الإرهابية بجبرة مربع (14) بإطلاق الرصاص على القوة المنفذة للاقتحام؛ مما أدى لاستشهاد خمسة أفراد، منهم اثنان ضباط؛ وثلاثة ضباط صف، وإصابة ضابط آخر بجروح، وأشار البيان إلى أن جزءاً من المجموعة الإرهابية قد لاذوا بالفرار، وهم أربعة إرهابيين أجانب، وأن الجهاز يعمل على ملاحقتهم.
مواجهة عنيفة
المواجهة مع المجموعة الإرهابية كانت مباغتة لضباط المخابرات العامة المنتسبين لوحدة مكافحة الإرهاب. يقول حسب صحيفة السوداني من مصدر أمني إن المجموعة الإرهابية كانت مسلحة “بالقناصات”، وأن القناصة أطلقوا الرصاص على القوة الأمنية، بصورة مباغتة.
وأضاف المصدر: “معظم الضباط الذين استشهدوا في الحادثة تم قنصهم بواسطة عناصر المجموعة الإرهابية التي كان يتمركز البعض منها عند أسطح المنازل التي اتخذوها وكراً لهم”. ومضى: “المجموعة الإرهابية مدربة على القنص بطريقة عالية الدقة؛ لذا استهدفت أفراد الأمن بطريقة دقيقة، أدت لاستشهادهم”. وقال إن المجموعة فرت رغم محاصرتها بواسطة القوات الأمنية. وكشف المصدر عن أن العناصر التي تم توقيفها بها عنصران من دولة مجاورة. وذكر المصدر أن الإرهابين كانوا أكثر تسليحاً من القوات الأمنية، قبل أن يتم تعزيزها بقوات أمنية أخرى عقب بداية الاشتباك.
شهداء الحادثة
بحسب المعلومات التي تحصلت عليها فإن الضباط الذي استشهدوا في الحادثة هم النقيب (أحمد عبدالله الشريف) الدفعة (39)، والنقيب (أنس العبيد) الدفعة (40)، و(3) ضباط صف، اثنان برتبة رقيب، وهم الرقيب (شهريار عبد لله آدم)، والرقيب (آدم إبراهيم جدو) فضلاً عن إصابة ضابط آخر.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.