SudaPan

مضغ (العَلكة) بقاعات الدراسة

0

جاءت سياسة التقويم السلوكي للطلاب لضبط السلوك أثناء الحصة الدراسية، وأثناء تواجد الطلاب بفناء المدرسة، ومن ضمن بنودها:
عدم إحضار العلكة، وأكلها في الصف الدراسي، أو في حرم المدرسة، فقد يرميها الطالب بعد مضغها على الأرضية أو جدران مبنى المدرسة، فتعمل على تجميع الأوساخ بسبب لُزوجتها، أو قد تلصق على الثياب، فيكون المظهر العام غير حضاري، أو ينشغل الطالب بأكلها فتلهيه عن انتباهه للشرح، هذا إن لم يكن يقوم بتوزيعها على زملائه الطلاب؛ لذلك لم يكن منعها عن فراغ، ومضغها أثناء الكلام مع المدرس ليس من الأدب، وقد تلصق بمقاعد البص المدرسي أو الحافلة، وتعمل على تلويث ثياب الطلاب وتلف المقاعد، هذا إن لم تلصق على الدفاتر  والكتب وتعمل على تلفها وتمزيقها.
فالعلكة للذين يعرفونها جيداً تؤكل في أوقاتٍ معينة ولفترة قصيرة، مثلاً بعد الأكل، خصوصاً بعد الوجبات التي تحتوي على لحوم وألياف الخضروات والفواكه لتساعد في تجميع بقايا الطعام من ثنايا الأسنان، ويمكن أكلها ليلاً  لتنظيف هذه الأسنان بجانب السواك، وصباحاً يمكن استعمالها لتعطير الفم وترويض عضلات الفكين، أما أكلها بشكلٍ مستمر ولفترات طويلة، قد يرهق الفكين، ويزيد من استهلاك السعرات الحرارية.
أما بالنسبة للكبار المدخنين فقد تساعد إلى حدٍ كبير من التخلص من التدخين للذين يريدون الإقلاع عن التدخين، وقد تُساعد العلكة في توازن طاقة الجسم والتركيز وطرد الملل؛ لذلك غالباً ما يستخدمها الجنود كوسيلة لتهدئتهم في الحرب، فقد قالت طبيبة أسنان بريطانية إن العلكة الخالية من السكر يمكن أن تكون عاملاً لمنع التسوس عند الأطفال، كما تعمل العلكة عند أكلها بانتظام على زيادة إفراز الغدد اللعابية التي تقوم بمعادلة آثار الأحماض الناتجة عن الأغذية المتخمرة، أيضاً المادة الصمغية للعلكة تساعد على التخلص من طبقة الجير حول الأسنان، فضلاً عن تقوية الشعب الهوائية والحركة التلقائية في أمعاء البطن  والمساعدة على هضم الطعام.
أما مضغها لفترات طويلة يسبب ضغطاً بالأذن، وانقباضا لعضلات الفم، كم تحدث فرقعة بالفك أثناء المضغ.
وبما أن غالبية المدارس بدول العالم تمنع مضغ العلكة أثناء  الدوام المدرسي، إلا أنني قرأت مفارقات غريبة في مضغ العلكة في بعض المدارس الألمانية، حيث بعض مدارسها لا تعمل بحسب هذا القانون المدرج في سياسة التقويم السلوكي مقارنةً مع بقية دول العالم، حيث تحث تلاميذها بمضغ العلكة في قاعات الصفوف الدراسية والملاعب الرياضية، مستندةً على أن ذلك يعمل على تحفيز الخلايا العصبية وتعزيز التركيز.
عندما كنا صغاراً لا يجرؤ أحدٌ بأكل علكة أو مضغ لبان مهما كان، ومن يخالف ذلك يتم طرده فوراً، ولا يدخل المدرسة إلا معه ولي أمره، فيواجه الطالب عقابين خارجياً من أبيه، وداخلياً من إدارة المدرسة، وغير أن الظاهرة غير أدبية، فالكثير من الطلاب يقوم بلصق العلكة بعد مضغها تحت الطاولات  أو الكراسي، أو رميها مباشرة على أرضية الصف الدراسي، وعادة مضغ اللبان يُعتبر من العادات غير المستحبة، خصوصاً في حضرة الكبار أو في المناسبات، وهي عادة ارتبطت بالنساء أكثر من الرجال، ولكن ما كان غير مستحب بالأمس يُنصَح باستخدامه اليوم، حيث أثبتت دراسات حديثة أجريت في أمريكا والصين أن مضغ اللبان يزيد التركيز وينشط الذاكرة، ويساعد على علاج جفاف الفم الناتج عن الأمراض والأدوية.
أخيراً يجب على الطلاب أن يحسوا السلوك الطلابي وجدانياً كقيمة تربوية حتى يكون السلوك ثقافة مجتمع، ينتهجه الطلاب بالفطرة .

صحيفة السوداني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.