SudaPan

القبلية تتحدى المدنية ما العمل؟ (1)

0

مديحة عبد الله

رفض «المجلس الأعلى للإدارة الأهلية» في شرق السودان، إغلاق الطرق مؤكدًا على وقوفه بحزم ووضوح ضد تهديد مصالح الشعب السوداني وتعريض أمن واستقرار البلاد للخطر، حسب الراكوبة نيوز أمس الأول، ودعا الحكومة، إلى «تحمل مسؤولياتها في منع إغلاق الطرق وتعريض حياة المواطنين للخطر» وأمهلها 48 ساعة للقيام بهذا الواجب وإلا سوف نقوم نحن بهذا الواجب ولن نتوانى في حماية أهلنا وشعبنا والحفاظ على مصالحه وصون كرامته).
جاء هذا الموقف ردًا على قيام محتجون من قبائل البجا، بإغلاق الطريق الرابط بين الموانئ شرق السودان وبقية ولايات البلاد، احتجاجًا على “مسار الشرق” في اتفاقية السلام، وجاءت التحركات الاحتجاجية تنفيذًا لدعوة “لمجلس الأعلى لنظارات البجا” بإغلاق الطريق القومي في أكثر من (5) نقاط، وشمل الإغلاق (3) مواقع في ولاية البحر الأحمر، منها محطة (العقبة) المؤدية لموانئ البلاد في بورتسودان وسواكن على البحر الأحمر، ومحطة أوسيف في الطريق القاري مع مصر حسب صحيفة سودان تربيون، وأورده موقع الراكوبة نيوز كما شمل الإغلاق منطقتين في ولاية كسلا وثلاث مناطق في ولاية القضارف، وذهب ناظر عموم الهدندوة سيد محمد الأمين ترك لأبعد من التحريض على إغلاق الطرق، حيث طالب كل من رئيس أرتيريا ورئيس مصر بدعم قضيتهم، حسب موقع سودان مورنيغ أمس الأول!!
مشهد يحيل الأمر برمته لتحديات بناء دولة مدنية في السودان، حيث سيادة حكم القانون، والحقوق على أساس المواطنة، والمساواة في الحقوق والواجبات، أهداف تهدد مصالح تأسست على أساس قبلي، فالأرض والموارد كانت ظاهريًا في يد الدولة، لكن في حقيقة الأمر ظلت ملك القبائل والعشائر تتحكم فيها بتواطؤ مع من تولوا إدارة امر البلاد منذ الاستقلال.
مشهد لا بد من قراءته على ضوء المعطيات الموجودة كما هي، مما يستوجب أن نقف كمواطنين سودانيين مع أنفسنا أولًا لنطرح السؤال هل نريد بناء دولة مدنية ديمقراطية بحق أم نريد مظاهرها وهياكلها دون مضمونها؟
الميدان

الراكوبة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.